لقد هزنا جميعا مقتل «ربة المنزل» بمدينة 6 أكتوبر على يد زوجها قبل السحور، وذلك بسبب «خناقة» كلامية تطورت إلى مشاجرة فعلية نشبت بينهما، وانتهى الأمر بعدة طعنات غادرة من الزوج فى مختلف أنحاء جسد زوجته المسكينة، وذلك بسكين المطبخ وسط استغاثة الزوجة بالجيران والمارة، ولكن لم يستجب لها أحد، أى أحد!، فماتت غارقة فى دمائها أمام طفلتيها الصغيرتين، اللتين أخذتا ترددان: «بابا قتل ماما».
تداعيات فيروس كورونا ليست مجرد تداعيات صحية فقط، بل هى عاصفة مدمرة للحياة الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى التأثير الخطير الذى ينتاب الصحة النفسية للبشر، وكشفت نتائج استطلاع الرأى للمركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة» بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، أن جائحة كورونا ساهمت فى إحداث تغير فى نمط الحياة، مقارنة بفترة الجائحة، خاصة فى ممارسات الصحة العامة والتباعد المجتمعى المفترض.
أحد الجوانب الذى اهتم به الاستطلاع هو قياس إحساس المرأة بالتأثير الاقتصادى للجائحة، حيث أشارت 72% من الإناث إلى أن دخل أسرهن انخفض نتيجة للجائحة، وكشف الاستطلاع أن الفيروس قد تسبب فى زيادة نسبة المشاكل الأسرية، فقد أشارت 33% من الإناث إلى ذلك. كذلك زادت نسبة العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، فقد تعرضت11% من الزوجات لعنف الزوج، وأن النساء يشكلن 70% من العاملات بالخطوط الأمامية فى القطاع الصحى والاجتماعى، مثل الممرضات وعاملات النظافة وعاملات البيوت وعاملات تجهيز الأطعمة، بمعنى آخر كل العاملات فى القطاع غير الرسمى بصفة عامة.
وبالطبع تأثرت الكثيرات منهن، إما بالإصابة بالفيروس القاتل، أو فقدان الوظيفة نتيجة حالات الإغلاق الشامل والضرورى، وتصاعدت التوترات فى الأسرة، وزاد العنف الأسرى بشكل مروع.
هذه التغيرات والمؤشرات الجديدة تتطلب من الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى أن تكفل للنساء المتضررات الوصول إلى خدمات الحماية الاجتماعية، واعتماد سياسات وإجراءات تهدف إلى حمايتهن من الفقر والعوز، وأيضا من العنف وتداعياته المختلفة.
لقد أطلق المجلس القومى للمرأة مبادرة «صحتنا النفسية أولوية» مع عدد من الشركاء على صفحات التواصل الاجتماعى، وتتضمن تلك المبادرة مجموعة من فيديوهات التوعية من الإخصائيين النفسيين، وذلك بهدف دعم الصحة النفسية للمرأة، ورفع الوعى لدى قطاعات المجتمع كله بأهمية الصحة النفسية فى التعامل مع أزمة كورونا بشكل أفضل، وكذلك فعلت عدة منظمات نسوية بالإعلان عن خطوط ساخنة تستقبل اتصالات من النساء المعنفات لتقديم الدعم النفسى والاجتماعى والقانونى، حسب احتياجاتهن، ومازالت المبادرات تتواتر.
المصرى اليوم