كتبت فى هذا المكان قبل أيام أقول، إن ما تنشره صحافتنا من آراء لزملاء عن نسبة المشاهدة التى حظيت بها الأعمال الفنية المذاعة فى رمضان، ليست سوى انطباعات عابرة لا يستطيع أحد البناء عليها، ولا الحديث عن أنها دقيقة فى التعبير عن واقع الحال!.. وكان تقديرى أننا لا نزال فى أشد الحاجة إلى مراكز استطلاع رأى مستقلة ومتخصصة، ترصد وتستطلع بطريقة دقيقة ثم تضع النتيجة أمامنا!
وحين نشر المركز المصرى لبحوث الرأى العام الشهير بمركز بصيرة، نتائج استطلاع رأى قام به بين المشاهدين، تبين منها أن ما قلت به كان صحيحًا إلى حد كبير، لأن حصيلة الاستطلاع تعيد ترتيب مسلسلات الشهر بشكل يختلف كثيرًا عما قالت به الآراء المنشورة لزملاء كثيرين عن المسلسلات نفسها!
الاستطلاع جرى عن طريق تطبيق على الموبايل، قام المركز بتطويره لقياس اتجاهات الرأى العام، وجرى من خلال عينة تضم مختلف الفئات العمرية، وجرى فى الفترة من ٩ إلى ٢٤ مايو، بما يعنى أنه تم فى النصف الثانى من شهر الصيام!
والمعنى فى هذه الفترة التى عبّر أفراد العينة عن رأيهم خلالها، أنها هى الفترة التى كان كل فرد ممن شملهم الاستطلاع قد شاهد نصف عدد حلقات المسلسل الذى يعبر عن رأيه فيه، وبالتالى، فهو رأى مستقر إلى مدى بعيد، ويستند الى مشاهدة ممتدة، وليس إلى مشاهدة متعجلة لحلقة أو حلقتين!
ولا مفاجأة فى أن يشير الاستطلاع إلى أن مسلسل «الاختيار» جاء فى الترتيب الأول.. فما تابعناه طوال رمضان يقول بهذا ويؤكده لأسباب كثيرة، وربما يكون فى مقدمتها أن هذا العمل الفنى قد مس حسًا وطنيًا عاليًا لدى المشاهدين من كل فئات العمر.. ومن الشباب بالذات!
ولكن المفاجأة حقًا هى فى أن يتأخر ترتيب مسلسل «ڤلانتينو» لعادل إمام إلى الترتيب العاشر، وأن تسبقه ثمانية مسلسلات.. باستثناء الاختيار.. لا أتصور أن تسبقه كلها أو بعضها، ولا حتى تدخل معه فى أى سباق!!.. كيف حدث هذا مع أن المسلسل حظى بدعاية مضروبة فى اثنين؟!.. إننا نذكر أنه كان سيذاع العام الماضى، ونذكر أنه تأجل فى اللحظات الأخيرة من رمضان ٢٠١٩ إلى رمضان ٢٠٢٠، ونعرف بالتالى أنه لما أذيع هذه السنة كان يذاع مسبوقًا بدعاية مضاعفة على مدى عامين!
ونعرف أكثر أن مسلسلات سبقته فى استطلاع الرأى تضم ممثلين من الدرجة الثانية، وممثلين من بين تلاميذ عادل إمام ذاته!!.. فلماذا تراجع الترتيب كثيرًا على هذه الصورة المفاجئة؟!.. هذه تساؤلات تبدو بلا إجابة شافية، وهى تخص عادل إمام ويجب أن تشغله وتؤرقه، أكثر مما تخص وتشغل وتؤرق أحدًا سواه
المصرى اليوم